يوفر تداول النفط الخام العديد من الفرص الاستثمارية الممتازة لتحقيق ربح في معظم ظروف السوق تقريباً، وذلك نظراً لمكانته الفريدة بالنسبة للأنظمة السياسية والاقتصاديّة في العالم. فضلاً عن أنّ تقلبات قطاع الطاقة التي ارتفعت بشكل حاد في السنوات الأخيرة، تضمن توجهات قويّة نحو الأستثمار في النفط الخام فيمكن أن تنتج عائدات مناسبة لصفقات قصيرة وطويلة الأمد على حدٍ سواء.
غالباً ما يفشل المستثمرون بالاستفادة من تقلبات النفط الخام بشكل كامل، ويعود ذلك إمّا لعدم فهم الخصائص الفريدة لتلك الأسواق بشكل جيّد، أو لعدم إدراك المخاطرة الخفيّة التي تؤدي إلى خسائر كبيرة، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ اختيار أداة الاستثمار يلعب دوراً مهماً، فتلك الأدوات ليست متشابهة. في هذا المقال سنقدم لك مجموعة من الخطوات التي يمكنك اتّباعها لتحقيق الربح من تداول النفط الخام وتجنب المخاطر قدر الإمكان.
معرفة ما الذي يُحرك سوق النفط الخام
كالعديد من السلع الأخرى يتحرك سوق النفط الخام من خلال مفهومي العرض والطلب، حيث يتأثر بالإنتاج حول العالم وبالازدهار الاقتصادي العالمي. يؤدي العرض الزائد وتقلّص الطلب إلى تشجيع المتداولين على بيع النفط الخام بأسعار أقل، بينما لزيادة الطلب وتراجع الإنتاج أثر عكسي يدفع المتداولين إلى الشراء بأسعار أعلى، وبشكل عام تميل حركة الأسعار إلى تشكيل مجال تداول ضيّق عندما يتجاوب النفط الخام مع الظروف المحيطة.
فهم التوجه العام في السوق
يسيطر المتداولون المحترفون والمتحوطون على أسواق العقود المُستقبليّة للطاقة، حيث يقوم اللاعبون الأساسيون في المجال بشراء الأصول لتعويض المخاطر الفيزيائيّة، بينما تتم المضاربة في صناديق التحوط على الاتجاهات طويلة وقصيرة الأمد. يمارس تجار التجزئة والمستثمرون تأثيراً أقل هنا مما هو عليه الحال في الأسواق الأكثر عاطفية، كأسواق المعادن الثمينة.
يزداد تأثير تجار التجزئة عند التوجّه إلى الاستثمار في النفط الخام بشكل كبير جداً، فيتم سحب رأس المال من اللاعبين الصغار الذين يتم جذبهم إلى هذه الأسواق من خلال العناوين الرئيسية والتقارير الإخباريّة، يمكن أن تؤدي موجات الجشع والخوف اللاحقة إلى تكثيف زخم الاتجاه الأساسي، مما يساهم في بلوغ تلك الأسواق ذروتها وانهياراتها التاريخية.
الاختيار بين خام برينت (Brent) وخام غرب تكساس الوسيط (WTI)
يتم تداول النفط الخام بشكل رئيسي من خلال سوقين أساسيين هما خام برينت (Brent) وخام غرب تكساس الوسيط (West Texas Intermediate)، وكما يوحي الاسم يأتي خام WTI من الولايات المتحدة الأمريكيّة، بينما يستخرج خام برينت من عشرات الحقول الواقعة في شمال الأطلسي.
يحتوي هذين النوعين على نسب مختلفة من الكبريت وكثافة نسبيّة (API gravity) مختلفة أيضاً، حيث تحدد هذه العوامل فيما إذا كان النفط حامض أو حلو وخفيف أم ثقيل، وبشكل عام كلا النوعين عبارة عن خام خفيف وحلو. في السنوات الأخير بات خام برينت مؤشر أفضل لتسعير النفط عالمياً، على الرغم من أنّ WTI كان أكثر تداولاً في عام 2017 في أسواق العقود المستقبليّة العالميّة.
بقي التسعير بين النوعين ضمن نطاق ضيق لسنوات، لكن في عام 2010 انتهى ذلك عندما تباعد السوقان بشكل كبير بسبب التغير السريع في العرض مقابل الطلب، حيث أدى ارتفاع إنتاج النفط في الولايات المتحدة مدفوعاً بتقنية التكسير والنفط الصخري إلى زيادة إنتاج خام غرب تكساس الوسيط في نفس الوقت الذي شهد فيه خام برنت انخفاضاً سريعاً.
يمكنك دائما التواصل مع مستشار خاص عبر الدردشة الحية للموقع، لكي تجد كل الأجوبة و التوجيه الصحيح.
إستشارات من مختصين في المجال مجانا سنوات من التجربة بين يديك
قراءة المخططات البيانية طويلة الأمد
تعتبر عمليّة قراءة المخططات البيانية الممتدة على فترات طويلة أمر مفيد لاكتساب الخبرة، فعلى سبيل المثال ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط WTI بعد الحرب العالميّة الثانيّة، ووصل في ذلك الحين إلى ذروته ضمن مجال 20$ للبرميل، لكن بعد حظر القانون الأمريكي للنفط العربي في السبعينات شهد ارتفاع كبيراً ليصل سعره إلى 120$ للبرميل الواحد، وبلغ ذروته في نهاية العقد ليبدأ بالتناقص بعدها بشكل بطيء.
مع بداية الألفية الجديدة دخل النفط الخام في توجه صاعد وقوي فارتفع خام WTI إلى أعلى مستوى له على الإطلاق ليقف عند 157.73$ للبرميل عام 2008، لكن مع زيادة الإنتاج بشكل كبير وإلغاء الحظر على النفط العربي انخفض سعره بشكل حاد ليتراوح في مجال 20$ للبرميل، ويستقر عند 55$ في نهاية عام 2017.
اختيار المكان المناسب للاستثمار
يتم تداول العقود المستقبلية لخام غرب تكساس الوسيط WTI الخفيف الحلو في بورصة نيويورك التجاريّة (NYMEX) بصفقات تتجاوز 10 مليون عقد مستقبلي شهرياً، مما يوفر سيولة مذهلة لكنّها عالية الخطر نسبياً لأنّ العقد الواحد يحوي ألف برميل وبتقلب سعر أصغري يبلغ 0.01 دولار للبرميل. هناك العشرات من منتجات قطاع الطاقة الأخرى التي توفرها بورصة نيويورك التجاريّة، حيث تجذب الغالبية العظمى منها المضاربين المحترفين وقلّة من المتداولين أو المستثمرين الخاصين.
يقدم صندوق النفط الأمريكي الطريقة الأكثر شيوعاً لتداول النفط الخام من خلال الأسهم، بحجم تداول يومي يزيد عن 20 مليون سهم، حيث تتبع هذه الأصول العقود المستقبليّة لخام غرب تكساس الوسيط، لكنّها مُعرّضة للتأجيل بسبب الاختلافات بين الشهر الأقرب لنهاية صلاحيّة العقد، والعقود ذات المدة الأطول التي تقلل من حجم الإضافات السعرية.
تقدم شركات النفط وصناديق القطاع (التي تستثمر في قطاع النفط فقط) مجالات متنوعّة لاستثمار الأموال في الصناعة أيضاً، فعمليات الإنتاج والاستكشاف وخدمات النفط توفّر اتجاهات وفرص مُختلفة.
يمكنك دائما التواصل مع مستشار خاص عبر الدردشة الحية للموقع، لكي تجد كل الأجوبة و التوجيه الصحيح.
إستشارات من مختصين في المجال مجانا سنوات من التجربة بين يديك