في هذه الأيام التي يمر بها العالم، تعاني الكثير من الدول من ارتفاع مهول في التضخم، وكذلك ندرة السلع بالأسواق. وهذا يجعل الاستثمار أمرًا مربكًا بعض الشيء بالنسبة للمستثمر الجديد. وبالنسبة للمستثمر الذي لديه بالفعل استثمارات في السوق، هنا يكون قلقًا من أن يقضي التضخم على كل استثماراته، حتى وإن كانت موزعة بعناية لتأمينه ضد التضخم المتوقع.
لذلك اليوم سنحاول بقدر الإمكان تقديم مجموعة من النصائح التي يمكن لها مساعدتك على الاستثمار في أي وقت، مع ضمان أعلى نسبة عائد مادي، وأقل نسبة خسائر ممكنة.
والجدير بالذكر أن أغلب النصائح التي سنقدمها لك اليوم، بالفعل قيلت على لسان (وارين بافت)، أحد أغنى رجال العالم، والمستثمر الذي يدير شركة قابضة لأكثر من 70 مؤسسة استثمارية، تضارب في كل ما يمكن للعقل البشري أن يتخيله.
السندات القابلة للتحويل – Convertible Securities ربما تنقذك
السَند القابل للتحويل هو أهم شيء لأي مستثمر. وببساطة هو السَند أو السهم أو السلعة، الذي يمكن تحويله من شكل إلى شكل، ومن قيمة إلى قيمة.
مثلًا إذا وضعت مبلغ 1000 دولار أمريكي في سهم شركتك المحلية القابضة للنفط والغاز الطبيعي. وفجأة حدث هبوط شديد في سعر هذا السهم مقابل أسعار المنافسين. هنا أول شيء يمكن التفكير فيه هو بيع السهم مباشرة، لكن مهلًا. يمكن للشركة أن تُتيح خيار تحويل السهم إلى أي منفذ استثماري آخر يَتبع نفس الشركة القابضة.
وفي هذه الحالة يمكنك تحويل أموال سهم شركة البترول إلى شركة ذهب تابعة للحكومة. دون الحاجة إلى البيع، ثم الشراء مجددًا، حيث في هذه الحالة ستخسر فرق صعود وهبوط الأسهم خلال فترة الشراء التي يمكن أن تمتد لدقائق.
بيع حق التصرف – Covered Calls له فائدة كُبرى
عندما تشتري سندًا أو سهمًا ما، تصبح أنت الوحيد الذي لديه حق التصرف فيه وبيعه، وفي أي وقت تريد. لكن هذا يجعلك في حيرة كُبرى عندما يكون السوق في حالة تزعزع مالي واقتصادي، وأنت لا تعلم إذا كان عليك البيع، أم الانتظار قليلًا، أو حتى تحويل السند إلى أي شيء آخر كما أشرنا منذ قليل.
وربما الحل هنا يكون في بيع حقّ التصرف في سنداتك إلى شخصٍ آخر، أو ما يعرف بـ Covered Calls. وهنا ببساطة أنت تبيع حق التصرف في سنداتك إلى شخصٍ آخر، حيث عندما تحدث الواقعة، تكون بعيدًا عن القلق والضغط النفسي.
حيث أنه عند بيع حق التصرف، تضع شرطًا. مثلًا إذا أصبحت قيمة السهم الواحد 10 دولار بدلًا من 100 دولار، تصير الأسهم بالكامل ملكًا لصاحب حق التصرف، وتسقط ملكية السندات عن صاحبها الأصلي تمامًا. وهنا تكون بالفعل قد استلمت أموال حق التصرف، وأسقط عن كاهلك قلق بيع السندات الأصلية.
لا تخسر أموالك أبدًا
مثلًا إذا كانت أمامك صفقتان. واحدة عبارة عن رهان على ارتفاع متوقع لأسهم شركة ما، مع وجود احتمالية لهبوطها. والأخرى هي رهان على ثبات أسهم شركة ما، مع وجود احتمالية لارتفاعها بنسبة طفيفة للغاية. الصفقة الأولى ربما تخسر فيها أموالك كلها، لأنك لا تضمن فيها شيئًا. بينما الصفقة الثانية أسوأ فروضها هو خروجك بنفس كمية الأموال التي دخلت بها، دون خسارة أو مكسب.
المنطق هنا يرجح اختيار الصفقة الثانية التي إذا لم تكسب فيها، لن تخسر. بينما الأولى إذا لم تكسب، ستخسر حتمًا.
يمكنك دائما التواصل مع مستشار خاص عبر الدردشة الحية للموقع، لكي تجد كل الأجوبة و التوجيه الصحيح.
إستشارات من مختصين في المجال مجانا سنوات من التجربة بين يديك
استثمر بأموالك، لا بأموال الديون
تخيل السيناريو التالي: أردت الاستثمار في شركة ما، لكن مجلس إدارة الشركة أرادك كشريك، وليس كمجرد مساهم. وكان مبلغ الشراكة هنا يستدعي قرضًا من البنك، بضمان منزلك.
بالفعل أخذت القرض، ودخلت كشريك في الشركة. مرت شهور، وظهر منافسون على الساحة، قضوا على شركتك تمامًا، حتى أُجبر مجلس الإدارة على حلّها. الآن الأموال التي كنت تريد جنيها من الشركة، لم تأتِ على الإطلاق، بينما البنك يطالب بتسديد أقساط القرض. وهنا يستولي البنك على منزلك، وتصير مشردًا.
هذا السيناريو يمكن إسقاطه على أي فرصة استثمارية في الحياة. لذلك احرص على الاستثمار بأموالك أنت، لا بأموال الديون. فأي مال تستثمره يجب أن تكون جاهزاً نفسياً ومالياً لخسارته أما الاستثمار بالديون فهو وصفة مثالية للكوارث.
صادق الأفضل منك
الأمر بديهي ومنطقي جدًا في الواقع. إذا أحطَّ نفسك بالأشخاص الأعلى منك في الخبرة والمكانة، ستحاول مع الوقت الوصول إلى مستواهم، فبالتالي تطور من نفسك. والعكس صحيح إذا أحطَّ نفسك بالأشخاص الأدنى منك في الخبرة والمكانة.
مصادقة ومزاملة كِبار المستثمرين ورجال الأعمال، تساعد على تكوين نظرة أشمل وأعم للسوق الذي أنت تستثمر فيه على الدوام، لأنهم بالفعل أتخذوا قرارات استثمارية ناجحة في نفس السوق من قبل. كما أن العلاقات ذاتها تأتي بالمزيد من الاستثمارات الناجحة. وتذكر دائمًا الحكمة الشهيرة: “أغنى الرجال هم أصحاب العلاقات، لا الأموال”.
المعرفة، فائدة مركبة
التعبير هنا أدبي-فلسفي بعض الشيء، المقصد بالطبع هو أن المعرفة لها فائدة كُبرى، تساوي الفائدة المركبة على الأموال.
الفكرة كلها تتمحور حول أهمية المعلومات التي في حوزتك بخصوص أمرٍ ما. لا تقلل أبدًا من معلومة بسيطة قالها لك أحدهم، أو جملة قرأتها بالصدفة في إحدى المجلات. يمكن لاحقًا، أن تعتمد قراراتك الاستثمارية عليها دون أن تشعر.
المعلومات الاستثمارية هي حصيلة تراكمية. مع كل معلومة جديدة تكتسبها، يصبح لديك مخزون استراتيجي ضد الأزمات. فإذا أتى يوم ما ووجدت نفسك أمام قرارٍ استثماريّ صعب، تلك المعلومة المدفونة بأعماق ذاكرتك، ربما تحمل طوق نجاتك وأنت لا تعلم.
استثمر في نفسك، أنت سَند لن تخسر فيه أبدًا
الاستثمار في الذات دائمًا يكون استثمارًا ناجحًا، وهذا لأنك 100% رابح. سواء كان ربحك هو الأموال، العلاقات، أو تطوير الذات نفسها.
القراءة استثمار، التريُّث استثمار، النَوم استثمار، الخروج مع الأصدقاء استثمار، وحتى مجالسة حيوانك الأليف استثمار. أنت هنا تستثمر الوقت الذي تحرقه من أجل القيام بكل تلك الأنشطة، والمردود في النهاية سيكون هو حالة مزاجية متزنة، وبال رائق على الدوام.
وبالطبع، البال الرائق هو مفتاح نجاح أي مستثمر. لن تكون هناك فرصة لاتخاذ قرارٍ مصيريّ ببال مشغول وقَلق.
يمكنك دائما التواصل مع مستشار خاص عبر الدردشة الحية للموقع، لكي تجد كل الأجوبة و التوجيه الصحيح.
إستشارات من مختصين في المجال مجانا سنوات من التجربة بين يديك